السبت، 31 مايو 2014

إستراتيجية ملكية مغربية رائدة في سياسة الإنفتاح على الآخر


جديد الأخبار المغربية
ما زال وكما كان دائما لا يتوقف المغرب لحظة، وبتوجيه مباشر من الملك محمد السادس، عن تقديم المثل لما يجب أن يكون عليه التضامن بين الدول الإفريقية، بعيدا عن أي مزايدة سياسية أو منطق وصاية ، ومنذ استقلاله التزم المغرب بجعل التعاون مع إفريقيا خيارا استراتيجيا ، وتقوية وتعزيزا لعلاقاته المتعددة الأطراف مع بلدان القارة السمراء ، بهدف إقامة شراكة حقيقية يكون الجميع فيها رابحا بما يدعم التعاون جنوب – جنوب ، ويفتح آفاقا واسعة للتنمية المستدامة وللتضامن،
وفي هذا السياق كتبت وكالة رويترز في مقال موسع ، حول الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى الدول الإفريقية ، واصفة إياها بالهامّة وغير الكلاسيكية ، لشمولها مجالات مثل الدفاع وليس فقط البعد الاقتصادي ، وترى الوكالة في مقال لها تحقيق المغرب قفزة على حساب الجزائر، التي يعاني رئيسها من غياب نامّ بسبب وضعه الصحي.
أما صحافة الجزائر فقد نبهت الى التغلغل السياسي والاقتصادي المغربي، وانتقدت دبلوماسية الجزائر، وإعتبرت أن من شأن هذه الزيارة أن تدفع الجزائر الى تحرك جديد، علما أنها من الدول المتحكمة في الاتحاد الإفريقي الذي غادره المغرب بسبب قبول عضوية البوليساريو.
وممّا لا شكّ فيه هو أنّ الملك محمد السادس، حسب الموقع الفرنسي «Atlantico»، يلعب دورا مهما في المجال السياسي والاقتصادي في إفريقيا، وعلى فرنسا الاعتماد عليه لتفادي الوقوع في مأزق في مالي وفي إفريقيا الوسطى.
وقد أكّد الكاتب والمحلل أحمد الشرعي، وهو ناشر وعضو بمجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، في أحد مقالاته،أنه على الرغم من سحب المغرب لقضية الصحراء من الاتحاد الأفريقي، إلا أنه إستطاع أن ينجح في إثبات حضوره داخل أفريقيا جنوب الصحراء.

فقد طرح الملك محمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه في أبيدجان، خلال حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري، نموذجا مبتكرا وأصيلا للتنمية في أفريقيا، يقطع مع النماذج والتصورات التي كانت تأتي، منذ ستينات القرن الماضي من خارج القارة، لتعيد إنتاج مفاهيم تنموية ماضوية أثبتت عجزها في مسايرة التطور الذي تشهده القارة السمراء منذ بداية الألفية الجديدة ، وأوّل العناصر التي يقوم عليها هذا النموذج التنموي هو أن تتخلص أفريقيا من رواسب الماضي، وأن تستعيد ثقتها في إمكاناتها ومواردها، وفي ما تزخر به من كفاءات بشرية متوثبة. ومن هنا، شدد العاهل المغربي على أن أفريقيا “لم تعد قارة مستعمرة”، بل قارة حية، ليست في حاجة لمساعدات إنسانية، بقدر حاجتها لشراكات ذات نفع متبادل ولمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية.
فإذا كان القرن الماضي، يقول العاهل المغربي، بمثابة قرن الانعتاق من الاستعمار بالنسبة إلى الدول الأفريقية، فإن القرن الحادي والعشرين ينبغي أن يكون قرن انتصار الشعوب على آفات التخلف والفقر والإقصاء، ومواجهة العديد من التحديات التي تهدد الاستقرار السياسي في أفريقيا، وتعيق النمو الاقتصادي والاجتماعي بها، وذلك من خلال التعاون والتضامن بين الشعوب الإفريقية، واحترام سيادة الدول تعدّ ووحدتها الترابية.400 مليون دولار قيمة الاستثمارات المغربية في أفريقيا .
 ورغم أن الزيارات الرسمية، رفيعة المستوى، بين المغرب ودول غرب أفريقيا، بالخصوص، تكثّفت منذ العام الماضي، فإن بوادر عودة التواصل المغربي الأفريقي، ظهرت منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، وذلك حين أعلن العاهل المغربي خلال أشغال القمة الأوروأفريقية الأولى بالقاهرة في أبريل 2000، عن إلغاء ديون المغرب المستحقة على الدول الأفريقية الأقل نموا وإعفاء منتوجاتها الواردة إلى المغرب من الرسوم الجمركية.ويعمل المغرب على تعزيز حضوره السياسي والاقتصادي في أفريقيا، منذ انسحابه من منظمة الاتحاد الأفريقي سنة 1984،ولا يجب أن ننسى هنا الموقف الشجاع الذي إتخده المغرب ، بخصوص إستيعابه لكل الوافدين عليه من أفارقة جنوب الصحراء ، وكذا ضحايا إنعدام الأمن بدول الثورات العربية ، ومنحهم حق اللجوء والإقامة بالمغرب في خطوة هي الأولى من نوعها في العالم العربي والإفريقي ، مقارنة بموقف الجزائر إزاء الوافدين عليها من الإخوان العرب .
 لم تكن علاقات المغرب مع أفريقيا يوما مجرد حسابات، وإنما عكست باستمرار قناعات ومبادئ، وذلك منذ فترة النضالات ضد الاستعمار، حيث دعمت المملكة المغربية حركات الاستقلال والتحرر، وشاركت في مختلف قوات حفظ السلام في أفريقيا ودعمت خطط الحفاظ على الوحدة الترابية وسيادة البلدان الأفريقية.
كما أعلن المغرب في سبتمبر 2013 موافقته على تدريب 500 إمام من مالي “للاستفادة من التجربة المغربية في تدبير الحقل الديني لمواجهة التطرف”، واستقبل مؤخرا زعماء الحركة الوطنية لتحرير أزواد بمدينة مراكش المغربية، في محاولة للعب دور حيوي في منطقة الساحل الإفريقي، وبالأخص في حل الأزمة في شمال مالي.
وفي نفس الفترة استقبل الملك المغربي محمد السادس في مقر الإقامة الملكية في باماكو ممثلي الطريقة التيجانية والطريقة القادرية في مالي، في محاولة لدخول المغرب إلى منطقة الساحل من البوابة الدينية والأمنية، بعدما سبق أن رفضت الجزائر انضمام المغرب إلى دول “الميدان” ممثلة في مالي والنيجر وموريتانيا بالإضافة إلى الجزائر، باعتبار أن المغرب جغرافيا ليس جزءا من دول الميدان. - See more at: http://www.elkhabar.com/ar/monde/386521.html#sthash.dKhP3DcD.dpuf
كما أعلن المغرب في سبتمبر 2013 موافقته على تدريب 500 إمام من مالي “للاستفادة من التجربة المغربية في تدبير الحقل الديني لمواجهة التطرف”، واستقبل مؤخرا زعماء الحركة الوطنية لتحرير أزواد بمدينة مراكش المغربية، في محاولة للعب دور حيوي في منطقة الساحل الإفريقي، وبالأخص في حل الأزمة في شمال مالي.
وفي نفس الفترة استقبل الملك المغربي محمد السادس في مقر الإقامة الملكية في باماكو ممثلي الطريقة التيجانية والطريقة القادرية في مالي، في محاولة لدخول المغرب إلى منطقة الساحل من البوابة الدينية والأمنية، بعدما سبق أن رفضت الجزائر انضمام المغرب إلى دول “الميدان” ممثلة في مالي والنيجر وموريتانيا بالإضافة إلى الجزائر، باعتبار أن المغرب جغرافيا ليس جزءا من دول الميدان. - See more at: http://www.elkhabar.com/ar/monde/386521.html#sthash.dKhP3DcD.dpuf
 وهذا التوجّه الأفريقي، لا يعني، مثل ما يروّج البعض تدهور في علاقات الرباط مع شركائها التقليديين، وخصوصا أوروبا، أو بسبب فشل سياسة التواصل بين بلدان المغرب العربي؛ بل إن هذا الخيار الاستراتيجي يأتي في صلب اهتمام السيادة المغربية بتوسيع آفاق التواصل الاقتصادي والدبلوماسي بشكل أوسع.
 فالسياسة المطلوبة والتي يقودها الملك محمد السادس ترتكز على ثلاث نقاط: دعم الانتقال الديمقراطي، والتنمية المشتركة، واحترام الخصائص الثقافية”، يكتب الشرعي، مشيرا إلى أنه في ظل مكافحة الإرهاب المملكة المغربية تقدم دعما مهما للولايات المتحدة والذي يتمثل في «توفير أرضية لإسلام متسامح ومنفتح

 وترسيخا لهذه السياسة، حصل المغرب على كامل العضوية في اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة في أفريقيا، بهدف العمل مع بقية أعضاء الاتحاد على إطلاق دينامية لتجسيد الانخراط الفعلي للمجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة بأفريقيا في مسار الاندماج والعمل من أجل تحقيق التقارب بين الدول الأفريقية لتشكيل هوية اقتصادية واجتماعية منسجمة وفعالة طبقا لإعلان واغادوغو.ومن ثمّة فإنّه من الأولى أن يكون المغرب ضمن الفاعلين الأساسيين داخل القارة التي ينتمي إليها وتنتمي إليه.العاهل المغربي أكد التزام بلاده بدعم أفريقيا، معربا عن أمله في أن يكون المغرب أحد فرسان (التعاون جنوب- جنوب). وهاهو اليوم يدهب في زيارة رسمية إلى تونس الخضراء ، لتجديد أواصر الصداقة والتعاون المشترك من أجل مغرب عربي موحد ورائد .



ليست هناك تعليقات: